مع التغير المناخي العالمي في السنوات الاخيرة، بات مصطلح المطر الصناعي نسمعها بشكل كبير. تعتبر المياه من أهم الموارد الطبيعية. فما هو المطر الصناعي؟ وهل له اضراره على الطبيعة أو المناخ او حتى الانسان؟ كيف يتكون ذلك المطر الصناعي؟. كلها اسئلة نجيب عليها من خلال هذا الموضوع.
المطر الصناعي
دخل مصطلح المطر الصناعي في النشرات الاخبارية والجوية التي تثبها وسائل الاعلام، وبات الحديث عنه محط اهتمام المعنيين في مختلف المجالات. يتكون المطر الصناعي اثر عملية اصطناعية ينفذها الانسان من خلال تلقيح الغيوم بأملاح ومواد كيميائية للتأثير على تشكّل المطر في الغيوم. لجأت الدول الى المطر الصناعي قبل سنوات طويلة، تحديداً عام 1940. مع الوقت تطورت عملية المطر الصناعي بسبب أزمة التغير المناخ والتصحّر الذي ضرب الكرة الأرضية، ولمواجهة التغيرات الكارثية التي تجتاح كوكب الأرض، بات يتردد تعبير الأمطار الصناعية، وبشكل كبير شرقاً وغرباً، كحل مبتكر جديد ومثير. يعتبر المطر الصناعي من أكثر جوانب الارصاد الجوية إثارة للجدل. وبدأت الدول تفتش عن طرق للحد من الجفاف الزائد وشدته الناجمة عن التغير المناخي. لذلك إنطلقت الدول عبر العمل على خلق امطار اصطناعية لتخطي مشكلات الجفاف وتأمين الحاجات المائية للسكان. في السنوات الاخيرة، باتت فترات الجفاف تطول في السنة، لذلك باتت الدول تلجأ الى المطر الصناعي. لكن العلماء يحذرون، بأن التلاعب بهطول المطر لا يعتبر حلاً لمعالجة المشكلة الاساسية وهي التغير المناخي.
المطر الصناعي في السعودية
تأتي المملكة العربية السعودية على قائمة الدول التي أبرزت المطر الصناعي على قائمة إهتماماتها، وستتضح نتائج تركيزها عليه تباعاً في السنوات اللاحقة من خلال العديد من الخطط البيئية. أخيراً، كشف المركز السعودي للارصاد، عن انطلاق عمليات برنامج استمطار السحب الصناعي، عبر بدء الطلعات الجوية في مدن الرياض والقصيم وحائل، لتكون بمثابة الخطوة الاولى للبرنامج. تستغرق المرحلة الاولى من البرنامج 5 سنوات، انطلاقاً من العام 2022. في هذا السياق، يستعمل في عمليات الاستمطار الصناعي نوعان من السحب الركامية، وهي المنخفضة والرعدية. على أن تكون المواد المستخدمة في عمليات البذور صديقة للبيئة، ومن بينها ملح الطعام وأيوديد الفضة. ويرى المتابعون في ملف المطر الصناعي في المملكة العربية السعودية، ان البرنامج يعتبر من الخطط الواعدة التي يتمنى ان تكون احدى اسس الحفاظ على التوازن المائي، على إعتبار أنه تقنية آمنة وذات كلفة ليس باهظة. على أن تشمل المرحلة الثانية من البرنامج منطقي عسير والباحة ومحافظة الطائف.
يعتبر ملف المطر الصناعي من أبرز الملفات التي وافق عليها مجلس الوزراء السعودي، حيث يسعى الى تحقيق 6 اهداف ابرزها ارتفاع المعدل السنوي لهطول الامطار بنسبة تتفاوت بين 10 و 20 في المئة. كذلك المساعدة في وضع حد للتصحر الذي يضرب بعض المناطق في المملكة، من خلال مباردات زراعية مهمة تقوم على زيادة المساحات الزراعية، وتأهيل الكوادر، ورصد ميزانيات عالية لدعم ابحاث الفيزياء، ودعم اعمال الانذار المبكر من العواصف الغبارية، وغيرها من الخطوات التي تواجهها المملكة ضمن خطة وضعتها للحد من التصحر.
هكذا، ركزت وسائل الاعلام السعودية على اهمية برنامج الاستمطار الصناعي في المملكة، والذي يهدف الى ارتفاع معدل الهطول المطري عن المعدل الحالي الذي لا يتجاوز 100 ملم سنوياً. على اعتبار ان المملكة من اكثر الدول جفافاً حول العالم، كما انها لا تضم مسطحات مائية باستمرار من أنهار وبحيرات. وذكرت التقارير نقلاً على كلام الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد والمشرف على برنامج استمطار السحب، أيمن غلام، قوله: "جرى تدشين غرفة العمليات المعنية للبرنامج بمقر المركز الوطني للأرصاد بالرياض، المعنية بمراقبة السحب المتوقع استمطارها، وبدأ تنفيذ أولى الرحلات الجوية على منطقة الرياض، وحققت أهدافها المرجوة من حيث نجاح عملية الاستمطار والعامل الزمني لها، والنتائج المرجوة".
المطر الصناعي في الامارات
ليست المملكة وحدها من تعتمد على المطر الصناعي، بل كذلك بدأت الامارات بالاعتماد على تلك التقنية. بعد أبحاث طويلة استمرت سنوات، استطاع المركز الوطني للارصاد الجوية في الامارات، توليد المطر الصناعي للمرة الاولى من دون مواد كيميائية. لنجاح تلك العملية، تم استعمال اسطول من الطائرات من دون طيار التي اطلقت التفريغ الكهربائي في السحب، الأمر الذي ادى الى تساقط الامطار. وأشارت المعلومات إلى أنه لنجاح المطر الصناعي في الامارات، يجب التحكّم في العملية جيداً، على اعتبار ان درجات الحرارة المرتفعة تؤدي الى الهواء الرطب. ان ارتفاع الهواء البارد في الغلاف الجوي يؤدي الى توليد الرياح التي قد تصل سرعتها الى 50 كلم في الساعة. نتيجة كل تلك العوامل، ان تساقط الامطار الاصطناعية في مدينة دبي تعتبر مرتفعة ويبدو ذلك واضحاً من خلال كمية الامطار المتساقطة.
تلقيح السحب لإنزال المطر الصناعي
تتعدد طرق تلقيح السحب لإنزال المطر الصناعي، وهناك نوعاً من التلقيح المستخدمة، وهي اما تلقيح من أسفل السحابة باستخدام الأملاح، أو من أعلى السحابة باستخدام نترات الفضة التي تتم بواسطة طائرات مصنوعة مخصصاً لها تكون مؤهلة لتحمّل الظروف الجوية المضطربة كما تستطيع الوصل إلى ارتفاع يصل إلى 25 ألف قدم، وتكون هذه الطائرات مزودة بهيكل معيا لتركيب أجهزة الاستمطار.