الواقع الافتراضي والواقع المعزز

مما لا شك فيه أن التطور التكنولوجي الحاص لا مثيل له خصوصاً لناحية النتائج التي يحصدها أو السرعة الهائلة التي يعمل من خلالها وبالتالي لا يمكن لاحد أن يتوقع مستقبل البشر بعد اليوم.

هذا التطور الهائل فرض واقعين جديدين على الساحة العالمية وهما ما يسمى بالواقع الافتراضي والأخر يعرف بالواقع المعزز.

قد يبدو التعبيران غريبان بعض الشيء أو حتى متشابهان إلا أن العكس صحيح تمام.

ففي هذا السياق، يشرح خبراء التكنولوجيا أن الواقع الافتراضي ببساطة عالم يصنعه الحاسب الآلي، وبالتالي يمكن للإنسان التفاعل معه.

ولفت علماء المعلوماتية إلى أن البعد الثالث يلعب دوراً رئيسياً في تقنية الواقع الافتراضي.

من جهة أخرى، يشير علماء التكنلوجيا إلى أن الواقع المعزز ببساطة هي تكنولوجيا القائمة على إسقاط الأجسام الافتراضية والمعلومات في بيئة المستخدم الحقيقية لتوفر معلومات إضافية.

وفي هذا الاطار، يتحدث أهل الاختصاص أن الانسان بإمكانه الحصول على هذه المعلومات والتعامل مع الأجسام الافتراضية في الواقع المعزز بواسطة اللجوء إلى سلسلة من الأدوات، كالهاتف الذكي أو من خلال أجهزة يمكن ارتداؤها كالنظارات.

وبالتالي من الخطأ الجمع بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز فهما يختلفان في المفهوم والهدف والتطبيق على الرغم من التشابه الحاصل في التصميم.

بمعنى آخر وبسيط، الواقع الافتراضي هو بديل عن الواقع والحقيقي ويمكن أن يأخذ الفرد وينقله إلى مكان آخر.

في المقابل، إن الواقع المعزز يأتي كاضافة إلى واقع الفرد حيث يقوم بعرض المعلومات ويوفرها له.

الفرق بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي

استناداً إلى التعريفات التي أشرنا إليها سابقاً، فمن الطبيعي أن تختلف التقنيات المستخدمة بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي على الرغم من التشابه في بعض الخصائص .

من هنا، يشير علماء التكنولوجيا إلى أن سماعات الواقع الافتراضي تسيطر بشكل كامل على رؤيتك لتجعلك تشعر بأنك سافرت جسدياً إلى مكان آخر وتسيطر بشكل كبير على كل حواسك، خصوصاً السمعية والبصرية منها.

والجدير بالذكر أن الواقع الافتراضي يتطلب منك أن تبقى في مكانك وعدم التحرك خصوصاً عند ممارستك لألعاب هذا الواقع وبالتالي شكل مستقبلاً باهراً قابلاً للاستكشاف خصوصاً عند الأولاد والمراهقين.

من جهة أخرى، يعتبر لتطبيقات الواقع الافتراضي فوائد كثيرة ومهمة خصوصاً على الصعيد العسكري أو الطبي، فهي تساهم بشكل كبير على اجراء التدربيات العسكرية من دون حصول إصابات حقيقية واحقاق افضل النتائج فضلاً عن الفورة الطبية الحاصلة في هذا المجال نتيجة وجود الواقع الافتراضي الذي ساهم في تسهيل اجراء العمليات الجراحية الصعبة وتدريب وتخريج عدد كبير من الطلاب والأطباء.

من دون أن ننسى الامل الذي منحه هذا الواقع لمن لا يملك القدرة على السفر أو ترك مكان معين لأسباب مادية أو طبية أو صحية وبالتالي يمكن اعتباره وسيلة لإراحة النفس ايضاً بعيداً عن التوتر والضغط ومصدراً للسعادة لبعض الأشخاص.

بالمقابل، يشير الخبراء إلى أن أجهزة الواقع المعزز تتمتع بالشفافية، بالتالي يمكن للفرد الذي يستعملها برؤية كل شيء بوضوح ما يعني التمتع بحركة حرة تمامًا.

ولعل أشهر الأمثلة على هذه التقنية كانت Pokémon GO الذي يعتبر الاكثر شهرة واستعمالاً في هذا المجال المعزز.

ويتفق العلماء على فكرة أن الواقع المعزز يساهم إلى حد كبير في تحسين العالم الحقيقي بالصور والنصوص والمعلومات الافتراضية الأخرى كما أنه يساعد في تعزيز تجربة المسافرين بعدة طرق.

من يدري ماذا سيكون الواقع الذي سيتم اختراعه بعد الافتراضي والمعزز؟ الجواب رهن الأيام والسنوات القليلة المقبلة ولكن الأكيد أن حياة الانسان والفرد تتجه إلى أن تكون أسرع وأسهل بكثير.