ما هو الواقع الافتراضي؟

لعل أهم ما نعيشه حالياً في عصرنا اليوم هو ما توصل التطور التكنولوجيا ضمن مفهوم ما بات يعرف بتقنية الواقع الافتراضي التي نقلت البشرية إلى مستوى آخر، لناحية سهولة العيش وسرعة تحقيق الأمور من خلال يهتم بيئة مصطنعة ثلاثية الأبعاد تنقل الوعي الإنساني إلى بيئة افتراضية تدمج الخيال بالواقع.

وفوائد هذا الواقع تعدت الخيال، فباتت أهميته ضرورية وليست فقط كمالية خصوصاً لناحية مساعدة البشرية على مواجهة العديد من المشاكل والعراقيل وضمان استمرار الحياة.

مميزات الواقع الافتراضي

يعتمد الواقع الافتراضي على الحواس البشرية وفي طليعتها السمع والبصر خصوصاً أن من شأن ذلك أن يخلف تفاعلاً حقيقياً وكبيراً للفرد ما يشعره بأن هذه التجربة أقرب منها إلى الواقع الحقيقي من الخيال الافتراضي.

وتتعدى ميزات هذا الواقع مجرد كونه أداة للتسلية وتمضية تجربة أكثر من رائعة بل بات يدخل في صلب حياتنا ومهامنا اليومية بغية مساعدتنا على تحسين نوعية الحياة التي نعيشها خصوصاً على الصعيد الاقتصادي والمهني وحتى الطبي.

ولهذا الواقع الافتراضي هدف لخدمة مجالات مهمة : كالطب والهندسة والتعليم علماً أن من فوائده خلق حال من التفاعل.

التفاعل:

لا حدود لإمكانية التفاعل مع هذا الواقع خصوصاً مع المؤثرات الصوتية والبصرية التي يوفرها ما يشعر الفرد بأن ما يختبره حقيقي إلى أقصى الحدود.

التشارك:

لعل أهم ميزات الواقع الافتراضي هو فرصة التشارك التي يمنحها خصوصاً على شبكة المعلومات الدولية، بحيث يمكن لعدد من الاشخاص أن يستعملوا نفس تطبيق الواقع الافتراضي في الوقت عينه.

الانغماس

عند اختبار الواقع الافتراضي خصوصاً مع كل المؤثرات الصوتية والبصرية التي يوفرها ينسى الفرد واقعه وينغمس بشكل كلي في هذه التجربة حتى يشعر بأنه ينتمي إلى هذه البيئة.

وهنا تكمن جمالية هذه التجربة خصوصاً مع السفر واكتشاف بلدان وحضارات جديدة وأنت في مكانك فتشعر بأنك في رحلة حقيقية.

المحاكاة

لا مجال للتمييز بين الواقع الحقيقي والافتراضي خصوصاً مع المحاكاة التي تقدمها هذه البيئة الافتراضية، مع كل التسهيلات والمؤثرات الصوتية والبصرية التي توفرها فتندمج الحقيقة مع الخيال إلى أقصى الحدود.

التعديل

من فوائد وميزات الواقع الافتراضي قدرة الفرد على اختيار وتعديل العوامل والمكونات داخل هذه البيئة، حسب رغبته سواء لناحية تغيير موضعها، اتجاهها، أبعادها وأشكالها.

الواقع الافتراضي في التعليم

كما قلنا سابقاً أهمية الواقع الافتراضي تتعدى غرض التسلية أو الترفيه، إذ تعتبر هذه البيئة الافتراضية مهمة للغاية واساسية وذات فوائد كثيرة على البعد التعليمي للأجيال.

في هذا السياق، يعتبر خبراء التكنولوجيا أن البيئة الافتراضية توفر للطالب، سواء في المدرسة أو الجامعة أو حتى الباحث عن غض تعليمي ما، إمكانية التفكير والتصور البصري للمفاهيم المجردة وبالتالي التفاعل مع الخبرات التي يصعب دراستها في الواقع الحقيقي.

وبالتالي بعيداً عن عوامل الخطورة والتكاليف العالية أو البعدنين الزمني والمكاني، يأتي الواقع الافتراضي كحلّ سهل وسريع ومنطقي يؤمن فرصة تعليمية أكثر من رائعة بعيداً عن التقليد والروتين ومجرد التخيل.

برامج الواقع الافتراضي في التعليم

المعامل الافتراضية

هذه المعامل وجدت كمحاكاة بين المعامل الحقيقية والواقع الافتراضي بغية الحصول على نتائج مشابهة لنتائج المعامل الحقيقية.

الجولات الافتراضية

وداعاً لمشكلة التكاليف والمسافات الطويلة واضاعة الوقت! فالجولات الافتراضية أتت كحل جذي لمحبي المواقع الأثرية والسياحية والمتاحف وبالتالي تحقيق الاستفادة القصوى منها في مجال التعليم.

المتاحف الافتراضية

تم ابتكار هذه المتاحف عن طريق الانترنت من بغية تعريف الطلاب والراغبين إلى أكبر عدد من المتاحف في العالم من دون الاضطرار إلى زيارتها فعلياً واختبار التجربة عينها من خلال المؤثرات البصرية والسمعية.

المسارح الافتراضية

بات بإمكان الجميع اختبار روعة المسارح العالمية من خلال الواقع الافتراضي الذي يؤمن تجربة خيالية أكثر من رائعة وأنت في مكانك!

خلاصة لما سبق، يبرز الواقع الافتراضي اليوم كحاجة أساسية وضرورية بعيداً عن الكماليات خصوصاً في البعد التعليمي والتثقيفي لما له من قدرة وأثر إيجابي على تثقيف أكبر عدد ممكن من الأشخاص ضمن نطاق زمني قصير للغاية بعيداً عن التكلفة العالية أو صعوبة التنقل.

علماً أن بعض العلماء يحذرون هنا من وجود بعض الآثار السلبية على الصحة، منها إضعاف البصر والشعور بالدوار خصوصاً إن تم استعمال الواقع الافتراضي لمدة طويلة وبشكل مستمر.