على الرغم من دخول شبكات الجيل الرابع الـ4G إلى عالم الاتصالات والتي تُؤمّن سرعة كبيرة لنقل البيانات إلّا أنّنا لا نزال نحتاج بشكل دائم إلى سرعات أكبر في ظلّ كمية البيانات الهائلة التي أصبحنا نتبادلها عبر الهواتف النقالة. ورغم عقود من التقدّم والتطوّر، لا زلنا نفقد إشارة الإرسال أو التغطية عندما نتجوّل في إحدى المدن الكبرى أو عند المشاركة في حدث شعبي وذلك لأنّ أبراج الاتصالات تعجز عن التعامل مع آلاف الأشخاص الذين يحاولون نقل عدد كبير من البيانات في الوقت نفسه. ولكنّ بصيص أمل بدأ بالظهور لتغيير هذا الواقع المزعج لمستخدمي التكنولوجيا واتّخذ اسم "pCell" وسيكون معياراً لاسلكياً جديداً من المرجّح أن يتخطّى تقنية شبكات الجيل الرابع بأشواط.
إذاً ما هي تقنية "pCell" التي ستصبح أحد مصطلحاتنا المستخدمة يومياً؟ كما نعلم يجب على أبراج الاتصالات الخليوية الحالية أن تكون بعيدة بما فيه الكفاية عن بعضها البعض كي لا تتداخل إشاراتها المرسلة ولكن في الوقت نفسه قريبة قدر المستطاع لتتمكّن أنت من التنقل بين مناطق تغطيتها من دون أن تفقد خدمة الإتصال التي تقدّمها لك. وللأسف إذا كان مكان ما مزدحماً بالناس فقد يتوقّف برج الإتّصال عن العمل بالشكل المناسب نظراً لعمليات نقل البيانات المكثّفة.
تشفير محادثات جميع مستخدمي واتس آب في تحديث جديد
أمّا "pCell" فستتّخذ إتّجاهاً مختلفاً بعض الشيء، إذ بدلاً من الحرص على تباعد عدد قليل من أبراج الإتصالات، تسعى هذه التقنية إلى نشر عدد هائل من الخلايا اللاسلكية الصغيرة من شأنها توفير إمكانية خلق ممرات جديدة للمستخدم للحصول على البيانات في وقت أقلّ مستنداً إلى ترددات لاسلكية متعددة تعرف باسم "pWaves"، ما يعني خدمة أفضل وعدم تأثّر المستخدم بكمية البيانات التي يتبادلها الآخرون.
وبدلاً من العمل على تفادي تداخل الإشارات المرسلة ستقوم هذه التقنية الجديدة بجمع الموجات من العديد من قاعدات محطات الـ"pWaves" لتقدّم لكلّ مستخدم إتّصالاً واحداً قوياً ما يُعتقد أنّه سيكون أسرع بألف مرّة من السرعة التي نستفيد منها حالياً. ولأنّ البحث عن التغطية سيكون أسهل بكثير مع هذه التقنية الجديدة، لن ينفذ شحن بطارية الهاتف بسهولة وبالتالي لن يُضطرّ حامل الجهاز النقال إلى شحن بطارية جهازه عدّة مرات كما كان يحصل سابقاً.