أصبحت محادثات الشات صرعة شبابية هذه الأيام فى ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا و أصبحت ظاهرة الانفتاح بسهولة على الآخرين ظاهرة اجتماعية واضحة فالتكنولوجيا لا يخلو منزل من منازلنا العربية منها واستطاعت كسر الحواجز بين الجميع وفقا لهذا السياق. ولكن هل محادثات الشات في نهار رمضان تفسد الصيام؟
يقول الدكتور هاشم الفقى مدير عام الدعوة في مديرية اوقاف الإسكندرية: أحاديث الشات بين الشباب والفتيات بمثابة خلوة غير جائزة حيث من الممكن أن تتحول بعض الأحاديث لشكل شخصي بينهما لا يعلم مداه إلا الله ، ومن هذا المنطلق فلا يجوز حديث النساء مع الرجال في شبكة الانترنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخلافه، والذى اتفق الفقهاء على أنه من الخلوة ومن أبواب الفتنة والأصل عدمه، فمواصفات الخلوة غير الشرعية تكون منطبقة على تلك المحادثات، ولهذا فمحادثة الفتاة للشاب فى غير الحاجة من الأمر المباح لا يجوز، و"شات" الرجل مع غير محارمه من النساء لا يفسد الصوم إلا إذا أدَّت المحادثة إلى خروج مذي ففيه القضاء، أو أدت إلى خروج مني ففيه القضاء والكفارة إن كان في نهار رمضان، ولا تجوز محادثة المرأة إن جرت للتلذذ أو خرجت عن مقتضى الشرع، وإنما يجوز من الكلام بينهما ما تقتضيه الحاجة من الأمر المباح كما ذكرنا. فما تضمن عبارات الحب والغرام وما شابه ذلك لا يجوز، يقول تعالى " فَلَا تَخْضَعْن بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً"
أما أحاديث الشات بين الرجال لو كانت فى علم أو فائدة أو نصيحة فلا بأس وإنما أن تأخذ شكل الغيبة أو النميمة فهذا منهى عنه فالغيبة والنميمة منكرتان وكبيرتان من كبائر الذنوب، يقول الله جل وعلا" وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ " ويتوعد الرسول صلى الله عليه وسلم النمام فيقول " لا يدخل الجنة نمّام" وفى حديث آخر فى شخصين رآهما نبينا الكريم يعذبان فى قبريهما، كان أحدهما يمشي بالنميمة بين الناس. على ان ارتكاب الصائم لفعلى الغيبة والنميمة لا يُفسد الصيام، فالصيام يكون صحيحًا، إلا أنه إذا كانت الغيبة والنميمة ليستا من المفطرات، ولا تُبطل الصوم في نهار رمضان، لكنها من الذنوب التي تُذهب أجر الصيام وكذلك يأثم فاعلها.