اضطراب طيف التوحد هو إعاقة في النمو ناتجة عن اختلافات في الدماغ، وعادةً ما يصعب على أشخاص المصابون بالتوحد أن يتواصلوا مع الآخرين بشكل طبيعي، ويواجهوا صعوبة في التفاعل، وقد يقوموا بسلوكيات غير متوقعة، وسوف نتعرف على اعراض التوحد التي يجب الانتباه لها لمساعدة الطفل في مواجهة المشكلة.
ماهو التوحد؟
يعرف مرض التوحد باسم اضطراب طيف التوحد (بالإنجليزية: Autism Spectrum Disorder)، وهي عبارة عن مشكلة معقدة تتألف من عدة مشكلات في السلوكيات والاتصال، ويشمل مجموعة كبيرة من الأعراض، وقد تتطلب بعض الحالات رعاية دائمة في منشآت متخصصة لذلك.
يواجه الأشخاص المصابون بالتوحد صعوبة في التواصل مع الآخرين، ولا يتمكنوا من فهمهم بسهولة، مما يصعب عليهم أن يعبروا عن ذاتهم، سواء بالحديث أو التعبيرات التي تظهر على الوجه.
أيضاً يعاني الأشخاص المصابون بالتوحد من مشاكل التعلم، ولكن قد تكون لديهم بعض المهارات، فمثلاً قد يميل الشخص المصاب للتوحد للفنون أو الموسيقى، ويبدو ذكياً، أو لديه ذاكرة قوية، أو يصبح ماهراً في مادة الرياضيات، وقد يتمكن من أداء بعض المهام بشكل جيد.
وقد يتصور كثير من الأشخاص أن مرض التوحد قد بشكل كبير عن الماضي، ولكن قد يكون السبب هو القدرة على تشخيصه بشكل أفضل عما سبق، وليس زيادة انتشار الإصابة به، ويلعب اكتشاف اعراض التوحد في وقت مبكر دوراً في التعامل معه بصورة أفضل.
أسباب التوحد
لا يوجد سبب محدد للإصابة بالتوحد، ولكنه قد ينتج عن وجود بعض المشكلات في أجزاء من الدماغ التي تقوم بتفسير وتحليل المدخلات الحثية، وترتبط باللغة والتواصل.
تزداد فرص الإصابة بالتوحد عند الأولاد أكثر من البنات، وذلك بنسبة 4 إلى 1، ولا يقتصر على مجتمعات محددة، كما أنه لا يرتبط بنمط حياة الأسرة أو مستواهم التعليمي أو الاجتماعي، ولكن قد تتسبب بعض العوامل في زيادة خطر الإصابة بمرض التوحد، وتشمل:
- العوامل الوراثية: قد ينتج التوحد عن عوامل وراثية بسبب وجود تاريخ عائلي للمرض.
- حينما يكون الأب في مرحلة متقدمة، فقد تزداد فرص الإصابة بالتوحد.
- تناول بعض النساء الحوامل لأدوية أو التعرض لمواد كيميائية يزيد من احتمالية الإصابة بالتوحد، مثل الأدوية المضادة للتشنج.
- اصابة الأم بحالات أيضية مثل السمنة ومرض السكري.
اعراض التوحد عند الأطفال
تتمثل علامات التوحد الأكثر شيوعاً في:
- صعوبة التواصل عبر العين.
- الاهتمامات بأشياء محددة واهمال الأشياء الأخرى.
- تكرار القيام ببعض الأشياء، مثل تكرار بعض الكلام أو تكرار بعض الحركات.
- الحساسية المرتفعة تجاه الأصوات أو الروائح الطبيعية بالنسبة لآخرين.
- عدم الاهتمام بالأشخاص المحيطين أو النظر إليهم أو الاستماع اليهم.
- عدم النظر إلى الأشياء التي يشير إليها الأشخاص الذين يتحدثون مع المصاب بالتوحد.
- عدم رغبة الشخص المصاب بالتوحد في الاحتضان.
- صعوبة فهم الكلام أو التعابير التي يقوم بها الأشخاص المحيطين.
- الصوت المرتفع أثناء الحديث.
- صعوبة التأقلم مع التغيرات المختلفة في الحياة.
أيضاً يمكن أن يعاني بعض الأطفال الذين يعانون من التوحد من النوبات، والتي تظهر في مرحلة المراهقة بشكل أوضح.
وبشكل عام، تختلف أعراض التوحد من شخص لآخر وفقاً لشدة الحالة والعوامل المسببة لها.
علاج التوحد
ليس هناك علاج محدد لمريض التوحد، ولكن كلما تم اكتشاف الحالة في وقت مبكر، كلما زادت فرص علاج المشكلة ونمو الطفل بشكل أفضل، وتخفيف الأعراض، ولذلك يجب استشارة الطبيب في حالة ملاحظ أي من أعراض التوحد التي ذكرناها من قبل لتحديد العلاج المناسب، وتتمثل طرق علاج التوحد الأساسية في:
- العلاجات السلوكية والاتصالية: من أهم اجراءات علاج التوحد هي المساعدة على تقويم السلوكيات لدى المصاب، وكذلك مساعدته على التواصل بشكل صحيح.
- العلاجات المهنية: تساعد العلاجات المهنية في تحسين القيام بالأمور المختلفة، مثل تناول الطعام، وارتداء الملابس، والتعامل بشكل أفضل مع الأشخاص.
- العلاجات الحسية: ويقصد بها العلاجات المتعلقة بلمس الأشياء أو النظر إليها أو سماع الأصوات.
- علاج الكلام: وذلك لتسهيل تواصل المصاب مع الأشخاص الآخرين أثناء التحدث.
- تناول الأدوية: يمكن أن يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي تساعد في علاج بعض المشكلات لدى المصاب، وهذه الأدوية يمكن أن تخفف أعراض التوحد، مثل أدوية مضادة للقلق، وأدوية مشاكل الانتباه أو فرط النشاط والحركة.
- العلاج التكميلي: هو العلاج الذي يساهم في تحسين التواصل والتعلم عند المصابين بالتوحد، مثل الاستماع إلى الموسيقى أو تعلم الفنون، وكذلك استخدام الحيوانات في العلاج، مثل السباحة مع الدولفين أو ركوب الخيل.
- اتباع نظام غذائي صحي: لا يوجد دليل قاطع على أن الأنظمة الغذائية الخاصة تساعد الأطفال المصابين بالتوحد، ولكن قد يساعد الاستغناء عن بعض الأطعمة على تخفيف أعراض التوحد، فعلى سبيل المثال، غالبًا ما يكون لدى الأطفال المصابين بالتوحد عظام رقيقة، تحتوي منتجات الألبان على عناصر غذائية يمكن أن تجعل عظامها أقوى.
أيضاً قد يساهم الغذاء في تخفيف بعض أعراض التوحد، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تتسبب الحساسية تجاه بعض الأطعمة في مشكلات السلوك لدى المصابين بالتوحد، ولذلك ينبغي تجنب الأطعمة التي تسبب الحساسية لدى الطفل للمساعدة في تحسين مشكلات السلوك لديه.