النوم من الأمور الأساسية والضرورية لصحة الإنسان، إذ تتم العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ والجسم في فترة الاسترخاء خلال النوم.
وإذا حصلت على قدر كاف من النوم، ستستيقظ مرتاحا ونشيطا. أما إذا لم تنم بشكل كاف، فغالبا ما تشعر بالتعب وسرعة الانفعال والكسل. لكن هناك طريقة بسيطة ومدهشة للحصول على نتائج مرضية.
عندما تفكر أنك لم تحصل على النوم الكافي، فهذا الأمر يسبب لك المزيد من التعب، التفكير في هذا الأمر يجعل أعراض التعب تصبح أكثر سوءا، وتسيطر قوة العقل على باقي الجسم. وإذا كنت تعتقد أنك نمت جيدا، فأنت تشعر بالفعل بلياقة بدنية. فكيف يعمل النوم الوهمي؟
أجرى باحثون في كلية "كولورادو" (Colorado) عام 2014 دراسة نشرتها "مجلة السيكولوجي التجريبي" (Journal of Experimental Psychology) ونقلتها دويتشه فيله، وذلك لاختبار آثار "النوم الوهمي" على المشاركين في الدراسة، لمعرفة إذا كان من شأنه أن يحد من الشعور بالتعب.
وقال الباحثون إن الأشخاص البالغين عادة ما يقضون نحو 20-25% في مرحلة النوم المسماة "نوم حركة العين السريعة’ (REM)، ولذا فالأشخاص الذين ينامون فترة قليلة فيها يصبح أداؤهم أقل في اختبارات التعلم، أما الأشخاص الذين يقضون أكثر من 25% من نومهم في مرحلة نوم حركة العين السريعة كانوا يحققون أداء أفضل في اختبارات التعلم.
بعد ذلك، تم توصيل جميع المشاركين طوال الليل بأجهزة مصممة لجمع البيانات أثناء نومهم وفق ما أخبرهم الباحثون، ولم يكن صحيحا، فالآلات لم تنجز هذه المهام على الإطلاق.
في الصباح، تم إخبار بعض المشاركين أنهم حصلوا على نسبة 16.2% والبعض الآخر حصلوا على نسبة 28.7%، والحقيقة أن هذه النتائج أيضا لم تكن صحيحة، بعد ذلك خضع المشاركون لاختبارات تعلم تقيس الانتباه السمعي وسرعة التعامل، وهي مهارات تتأثر بالحرمان من النوم.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين اعتقدوا بأنهم حققوا نسبة أعلى من المتوسط في النوم، كان أداؤهم أفضل في الاختبارات عن المشاركين الذين اعتقدوا أنهم حصلوا على نسبة نوم أقل من المتوسط. الأمر الذي يؤكد على قوة النوم الوهمي.
لكن لا بد من التأكيد على أهمية الحصول على ساعات كافية من النوم، وأن تفعل كل ما بوسعك لضمان ذلك وتحقيق الاسترخاء.