يعتبر الخوف من الأمور الشائعة عند الأطفال، فقد تجد طفلك يختبىء خلف الأريكة أثناء عاصفة رعدية، أو يخاف من الشخصيات التي ترتدي ملابس تنكرية، ولكن في حالة ملاحظة خوف الطفل الدائم من كافة الأشياء، فيجب أن تتعرف على الأسباب، وكيفية علاج الخوف عند الأطفال.
أسباب الخوف عند الأطفال
يحتاج علاج الخوف عند الأطفال تحديد الأسباب التي تسبب هذا الخوف، وتشمل أسباب الخوف عند الأطفال ما يلي:
- مواجهة الطفل لمواقف مزعجة أو مخيفة تجعله يشعر بالقلق من كل شيء، مثل رؤية شخص يصطدم بسيارة، أو وفاة أحد المقربين إليه، أو اجرائه عملية جراحية، أو تعرضه للسرقة.
- اتباع أسلوب الترهيب الدائم مع الطفل لتقويم سلوكياته: يتبع بعض الآباء أسلوب الترهيب الدائم مع الطفل في مختلف المواقف، مما يجعلهم يشعرون بالقلق في كل وقت.
- التعامل بقسوة مع الطفل والإساءة له: من خلال الصراخ في وجههم طوال الوقت والسخرية منهم والتحدث بطريقة غير لائقة عنهم.
- تقليد الطفل لأصدقائه: يمكن أن ينتج خوف الطفل عن تقليد طفل آخر يعاني من نفس المشكلة، فيزيد من خوفه ويتصورا أشياء مخيفة معاً.
- اتباع أسلوب العقاب الشديد مع الطفل: والقيام بضرب الطفل حينما يخطىء، مما يجعله يخاف دوماً من كل شيء يفعله حتى وان لم يكن خطأ.
- اجبار الطفل على أمور يرفضها وتسبب له الخوف: مثل القفز في الماء، فقد لا يتناسب هذا مع مرحلته العمرية الحالية، أو قد يزيد من شعور الطفل بالخوف لأنه لا يحب مثل هذه الأشياء، وبالتالي فإن اجباره عليها سيزيد من خوفه وليس العكس.
طرق علاج الخوف عند الأطفال
هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في علاج الخوف عند الأطفال، وأهمها الحديث مع الطفل باستمرار، حتى يشعر بالطمأنينة، فمن خلال هذا الحوار، يمكن أن يعبر الطفل عن مشاعره ومخاوفه، وبالتالي سوف يتعرف الأب على أسباب الخوف عند الطفل مما يسهل عليه المهمة، كما يمكن طرح بعض الأسئلة على الطفل، ومن خلال اجابات هذه الأسئلة، يمكن فهم طبيعة الخوف والقلق لدى الطفل، وما هي الأمور التي تشكل قلقاً لديه، وحينها يمكن للأب أن يتحدث مع الطفل بوضوح، بل وعليه أن يأخذ الطفل لمواجه هذه المخاوف، فمثلأ اذا كان الطفل يخاف من الغرفة المظلمة، فيجب أخذه إليها بعد التحدث معه والجلوس معاً داخل الغرفة حتى يشعر الطفل بأنه لا يوجد ما يخيفه.
ولكن اجبار الطفل على مواجهة مخاوفه بمفرده وعدم مساعدته في تجاوزه يمكن أن يسبب تفاقم المشكلة بدلاً من علاجها، ولذلك ينصح بمساندة الطفل حتى يمكنه التغلب على المشكلة، فحينما يشعر الطفل بالراحة، سوف يحاول مواجهة هذه المخاوف بنفسه، وخاصةً عندما يكون لديه حافز لمواجهة هذه الأمور التي تسبب له الشعور بالقلق، كما ينصح بتقديم المكافآت والحوافز للطفل الذي يخاف عندما يبدأ في التغلب على هذا الخوف، مما يشجعه على الاستمرار في هذا الأمر.
وبمرور الوقت، يمكن ترك الطفل ليتصرف بمفرده، وذلك بعد التأكد من أنه قادر على ذلك، ولكن ينبغي أن يكون الأمر بشكل تدريجي وليس مفاجيء، فمثلاً لا يجب وضع طفلك فجأة في غرفة نومه المظلمة وقول" إلى اللقاء! كن شجاعا! أراك في الصباح!"، ولكن ينبغي التحدث مع الطفل بهدوء حتى يصبح مستعد لتولي زمام الأمور بنفسه. "فيجب توفير المساند التي يحتاجون إليها ليقفوا بمفردهم."
ينصح باتباع الاجراءات التالية حتى يمكن علاج الخوف عند الأطفال:
- الاستماع لمخاوف الطفل، قد يشعر الطفل بالخوف من شيء ولكنه لا يتمكن من التعبير عن مشاعره، ولذلك يجب مساعدة الطفل في التحدث عن هذه المخاوف وأسبابها، ويمكن طرح بعض الأسئلة على الطفل حتى يجيب عنها بشكل واضح، فمثلاً، اذا كان خوف الطفل من الكلاب، يمكنك أن تقول ، "ما الذي يجعل الكلاب مخيفة؟" "هل فاجئك كلب أو ضربك؟" "هل هناك كلب معين تخاف منه؟" فبعد فهم مخاول الطفل، سوف يسهل عليك مساعدته في تجاوزها.
- معرفة أسباب خوف الطفل: من الأمور الهامة أثناء علاج الخوف عند الأطفال هي تحديد الأسباب، وتشمل بعض مخاوف الطفولة الشائعة ما يلي:
- شعور الطفل بالوحدة.
- الخوف من الظلام.
- الخوف من الحيوانات مثل الكلاب.
- الخوف من الحشرات.
- المرتفعات.
- نزول حمام السباحة.
- الخوف من الطبيب أو الحقن.
- الخوف من الأصوات العالية أو الغريبة.
- الخوف من الوحوش الخيالية وأنها قد تصعد من أسفل الفراش.
ومن خلال معرفة أسباب خوف الطفل، يسهل علاج الخوف عند الأطفال، حيث يمكن مشاركته في المواقف التي تسبب له الخوف حتى يتأكد من أنها لا تشكل قلقاً عليه.
علاج الخوف عند الأطفال عند النوم
لأن الخوف عند النوم من الأمور الشائعة لدى الطفل، فسوف نساعدك في علاج الخوف عند الأطفال عند النوم بإجراءات صحيحة.
حدد مجموعة من الأهداف مع الطفل، فمثلاً اذا كان يخاف من الظلام والوحدة أثناء النوم في غرفته، فيمكن الاتفاق على الجلوس معه في الغرفة حتى ينام، وتطبيق خطوات تدريجية حتى يمكن الانسحاب تماماً من الغرفة بعد اعتياد الطفل على النوم بمفرده، ولتكن الفترة المحددة لمساعدة الطفل هي أسبوع واحد، بحيث تقل مدة الجلوس معه كل يوم، ويبدأ في النوم بمفرده مع قدوم نهاية الأسبوع، ويمكن أن تكون الخطة كالتالي:
- اليوم الأول: الجلوس مع الطفل وقراءة قصة له، بحيث يكون الضوء خافت، ولكن يجب عدم التحدث معه أو اللعب معه حتى يتمكن من النوم.
- اليوم الثاني: قراءة قصة مع الطفل، ثم فتح ضوء خافت، وترك الباب مفتوح قليلاً والخروج من الغرفة والجلوس بجوار غرفة الطفل حتى يطمئن.
- اليوم الثالث: قراءة قصة للطفل، ثم تشغيل الاضاءة الخافتة، والخروج من الغرفة لترك الطفل ينام.
- اليوم الرابع: قراءة قصة للطفل، واطفاء الاضاءة وتركه في الغرفة لينام.
يمكن تغيير هذه الخطوات بما يتناسب مع الطفل ومدى شعوره بالخوف، ويجب عدم الاستعجال في التعامل مع الموقف حتى لا تزداد المشكلة لدى الطفل بدلاً من علاجها، كما يجب تحفيز الطفل بالعبارات المحفزة، فمثلاً اذا استطاع الطفل التغلب على خوفه، فيجب مدحه والثناء عليه حتى يستمر في هذا الأمر.
اجعل ثقتك في طفل تصل إليه وأنه قادر على علاج مشكلة الخوف، حتى لو لم يكن متأكدًا بعد. "قول أشياء مثل،" لقد تمكنت من فعل هذا! " أو ، "أنت شجاع جدًا!" يمكن أن يساعد طفلك على الشعور بمزيد من الثقة، وخاصةً أن الطفل يحتاج إلى بضع محاولات قبل أن يتغلب على مخاوفه، لذلك لا تستسلم.
إذا بدت مخاوف طفلك وكأنها قد تكون شيئًا أكثر خطورة، فحدد موعدًا للتحدث مع أحد المتخصصين لمعرفة كيفية علاج الخوف عند الأطفال بطريقة صحيحة.