أوقفت جائحة فيروس كورونا السفر العالمي ودفعت العديد من الدول إلى إغلاق حدودها أمام غير المواطنين.
ويتعين على الأشخاص الذين يحتاجون إلى السفر اجتياز عوائق كثيرة مثل فحوصات "كوفيد-19"، ورحلات الطيران الملغاة والمعاد جدولتها، والحجر الصحي الإلزامي. وعندما تضيف المزيد من الأشخاص إلى المعادلة، تصبح التحديات أكثر صعوبة.
وفيما يلي تجربة ثلاثة آباء حول كيفية تحويل وقت الحجر الصحي القسري إلى فرص للتواصل مع أطفالهم خلال الظروف الاستثنائية.
الأطفال الصغار خلال فترة الإغلاق
بعد أن تركت جانيت مانلي الأسترالية في الولايات المتحدة، وظيفتها أثناء الجائحة، قررت هي وزوجها اصطحاب طفليهما الصغيرين إلى أستراليا وقضاء بعض الوقت مع العائلة.
وقد يكون اصطحاب طفلين مفعمين بالنشاط، مثل سكاوت الذي يبلغ من العمر 5 أعوام، وجافي في الثالثة من عمره، في رحلة دولية طويلة أمراً مرهقاً بما فيه الكفاية، إلا أنه ثبت أن قضاء طفلين في جناح فندقي لمدة 14 يوماً يمثل نوعاً مختلفاً كلياً من التحدي.
وقالت مانلي :"أعتقد أنه إذا كان لديك أطفال أثناء الجائحة، فإن ذلك يعد ميزة إلى حد ما، إذ لا يوجد وقت لديك للجلوس والتفكير ومشاهدة الدقائق وهي تمر، لأن لديهم طلبات كثيرة ما يبقيك مشغولاً."
ومع ذلك، فإن هذا لم يجعل الحجر الصحي أقل إرهاقاً، وحاول مانلي أن تكون مبدعةً قدر الإمكان عندما يتعلق الأمر بإبقاء طفليها مستمتعين.
وأفضل نصيحة تقدمها مانلي هي التقاط لفافة ضخمة من كرافت، هو نوع من الورق قاس متين، يصلح للف البضائع، والتي استخدمها طفليها في الرسم، كما شاهدت العائلة مقاطع فيديو يوغا مناسبة للأطفال، وأنشأت تقويماً للعد التنازلي لعدد الأيام المتبقية لرؤية الجد والجدة.
وبالنسبة لعائلة تيم بنسون، تزامنت إجازة الأمومة لزوجة بنسون مع انتشار الجائحة، ما ترك الزوجين المقيمين في لندن يشعران بالتعب في المنزل مع ابنهما الرضيع.
وفي ذلك الوقت، تغيرت القيود باستمرار، وقرر بنسون زيارة جزيرة سانت لوسيا الكاريبية بينما كانت لا تزال لديهم الفرصة.
وكان الوضع مختلفاً بعض الشيء هناك عن أستراليا، حيث لم تكن حدود سانت لوسيا مغلقة.
وبدلاً من ذلك، كان للبلاد ممر سفر مع المملكة المتحدة. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أنه يمكن للزوار الذهاب إلى الشاطئ.
وكانت قواعد ممر السفر تعني أن عائلة بنسون لا يمكنها مغادرة المنتجع الذي تقيم فيه، وهو أمر يناسبها إذ زاروا الجزيرة من قبل ولم يشعروا بأنهم فقدوا فرصة مشاهدة معالم الجزيرة السياحية.
ويشبه بنسون جربة الحجر في منتجع راقي وكأنه حبس في قفص ذهبي، وكان على العائلة الاعتماد على المنتجع في جميع وجباتهم واحتياجاتهم الأخرى، مما يعني زيادة التكاليف بسرعة.
وقد خطط الزوجين مسبقاً من خلال إحضار الكثير من الحفاضات، وأكياس أغذية الأطفال، وغيرها من الضروريات معها حتى لا يضطرا إلى طلبها من المتاجر باهظة الثمن على الجزيرة.
وبمجرد وصولها إلى المنتجع، تقاسم الزوجين واجبات العناية بطفلهما، ولأن كلاهما شغوفين بالغوص، كان على أحدهما أن يذهب للغوص في الصباح بينما يبقى الأخر مع الطفل، وكانا يتبادلان الأدوار في فترة ما بعد الظهر.
ومع ذلك، على الرغم من تواجدهما في الوجهة ذاتها التي قضيا خلالها فترة شهر العسل، إلا أنها لم تكن ملاذاً رومانسياً، إذ أنها كانت عطلة لثلاثة أشخاص.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها الزوجان بتربية طفلهما بعيداً عن المنزل، دون وسائل الراحة المعتادة، إذ تم تعليق خدمات مجالسة الأطفال في المنتجع، وكان مطعم واحد فقط من مطاعم المنتجع مفتوحاً، وكانت المرافق الأخرى محدودة وسط الجائحة.
ويعترف بنسون بأن الأسبوع الأول كان صعباً، إذ أن اصطحاب طفل لأول مرة في العطلة يتطلب رعايته طوال الوقت
وعلى الرغم من بعض تحديات السفر برفقة طفل ولوجستيات السفر في عصر الجائحة، يقول بنسون إنه سيفعل ذلك مرة أخرى.
أما بالنسة إلى إيرل ليفين وابنها، فكان لكليهما أساليب مختلفة لقضاء الوقت أثناء الحجر الصحي.
وحاول جاك التأقلم بممارسة هواياتها المعتادة مثل ركل كرة التنس حول جناح الفندق بدلاً من لعب كرة القدم، ومشاهدة ألعاب الشطرنج بدلاً من اللعب ضد الأصدقاء.
وعلى عكس الأطفال الأصغر سناً في الحجر الصحي، كان قادراً على الترفيه عن نفسه، وتحرير والدته لرعاية جدولها الخاص.
وفي المقابل، ألقت إيرل ليفين بنفسها في العمل وساعدها البقاء مشغولة على قضاء الوقت، ما يعني أيضاً أنها لم تكن لديها القدرة على التعمق في حزنها على والدها المتوفى.
وقدم الحجر الصحي لإيرل ليفين أيضاً فرصة ترابط غير عادية مع ابنها جاك، وتقول عن يوم عادي في الإغلاق: "لقد عملت بجد طوال يوم، وفي الليل كنا نشاهد التلفار ونسترخي معاً".
وتعترف لإيرل ليفين بمواجهة تحديات صعبة، إذ كانت تكره طعام الفندق، وبدلاً من ذلك كانت ترسل وجبات من بعض مطاعمها المفضلة في سيدني. وعندما كان جاك يركل كرة التنس الخاصة به ، قامت بتشغيل مجفف شعرها للتخلص من الضوضاء.
وعلى الرغم من تحديات السفر أثناء "كوفيد-19"، فقد أخذ كل من الآباء والأمهات الذين تحدثت إليهم CNN في الاعتبار ما ستكون عليه ذكريات أطفالهم المستقبلية عن الجائحة.
وتعتقد مانلي أن الأطفال أكثر مرونة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع ما يسمى بالطبيعي الجديد، ويمكن للكبار التعلم منهم.