يعتقد العديد من علماء النفس أن الرجال والنساء يميلون إلى إدراك الطلاق والنجاة منه بشكل مختلف قليلاً بسبب بعض الاختلافات النفسية الطبيعية بين الجنسين، وفي هذا المقال، سوف نتعرف على نفسية الرجل بعد الطلاق كيف تكون، والمراحل التي يمر بها.
لا ينبغي أن نعتقد أن رد فعل الرجال على الطلاق يكون أقل إيلامًا، فعلى العكس، تظهر الأبحاث أن الانفصال يصيب الرجال أكثر بغض النظر عن سبب الطلاق.
ماذا يحدث بعد الطلاق للرجل؟
تؤثر أحداث الحياة المجهدة مثل الطلاق سلبًا على الصحة الجسدية والعقلية لكل من الزوجين، مما يتسبب في بعض الأحيان في اضطراب ما بعد الصدمة.
يمكن لأي شخص أن يصاب بصدمة نفسية من انفصال العلاقة، خاصة عند خوض معارك قانونية طويلة تتعلق بالنفقة والأبناء، ويمكن أن تؤثر هذه التجربة على كل من الجسد والعقل.
ومع ذلك، فإن الرجال أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية طويلة الأمد أثناء وبعد عملية الطلاق.
من المرجح أيضًا أن يعيش الرجال الذين يتعاملون مع الطلاق أسلوب حياة غير صحي معتبرين أنه السبيل الوحيد للبقاء على قيد الحياة، وذلك من خلال تدخين السجائر واتباع سلوكيات سيئة غير معتادة.
نفسية الرجل بعد الطلاق
فيما يلي أبرز تأثيرات على نفسية الرجل بعد الطلاق:
الكآبة
الاكتئاب هو مرض عقلي حاد ينجم عن الإجهاد الكامن لفترات طويلة. يصف المعهد الوطني للصحة العقلية بعض أعراض الاكتئاب على النحو التالي:
- الغضب أو الانفعال أو العدوانية.
- الشعور بالقلق والقلق.
- فقدان الاهتمام بالعمل والأسرة وما إلى ذلك.
- الشعور بالحزن واليأس والفراغ.
- عدم القدرة على تذكر التفاصيل والتركيز.
أفكار انتحارية
قد يكون من الصعب على الرجال قبول واقع جديد بدون الأسرة التي بناها، عندما ينكر الرجل نفسه ولا يتحدث عن ألمه، تتراكم الأفكار السلبية، وفي مرحلة ما يمكن أن تتحول إلى أفكار انتحارية.
انخفاض احترام الذات
الطلاق هو اضطراب عاطفي كبير، يؤثر على احترام الرجل لذاته، يبدأ في اعتبار نفسه غير مستحق لعلاقة جيدة، وحب، ورعاية، واحترام، ويتوقف الرجل عن رؤية الصفات الحميدة في نفسه ويركز فقط على أوجه القصور.
اضطرابات القلق
يمكن أن يتسم اضطراب القلق لدى الرجل المطلق بالخوف من المجهول. إنهم لا يعرفون كيف يبنون حياتهم بشكل أكبر، ويشعرون بأنهم قد أُلقي بهم في محيط حياة جديدة ليسوا مستعدين لها. هذا صحيح بشكل خاص عندما كان الطلاق غير متوقع.
يمكن أن يتداخل التوتر مع التركيز والنوم والوظيفة كما أن العديد من الرجال يمكن أن يفقدوا الوزن بسبب القلق، وهو من أبرز تأثيرات على نفسية الرجل بعد الطلاق.
وعلى الرغم من أن التصور الشائع، والعديد من الثقافات وكذلك وسائل الإعلام تقدم الرجال على أنهم أقوياء وأقل عرضة للصدمات النفسية من النساء، لكن الحقيقة هي أن الرجال يتأثرون بشكل كبير بالصدمات النفسية وأحداث الحياة السلبية مثل الطلاق والإفلاس وفقدان شخص عزيز.
هل يندم الرجل بعد الطلاق؟
إلى جانب تأثر نفسية الرجل بعض الطلاق بالسلب، فإن أغلب الرجال يشعرون بالندم بعد الطلاق، وخاصةً إذا كان الزوجة امرأة جيدة وتحمل العديد من الصفات الحميدة التي يصعب أن يجدها مع امرأة أخرى، ويزداد ندم الرجل في الحالات التالية:
- وجود أبناء لديه: إذ أنه يشعر بفقدان الاسرة والاستقرار، وخاصةً إذا كان الحضانة للأم، فيفقد مشاعر الأبوة، ويصعب عودتها بالكامل كما كانت.
- أن يكون هو المخطىء: إذا كان الرجل هو المخطىء في حق زوجته، فإنه سوف يشعر بالندم، وهو من أصعب المشاعر التي تؤثر على نفسية الرجل بعد الطلاق.
- خسارة العديد من الأمور: قد يتسبب الطلاق في خسارة العديد من الأمور لدى الرجل، مثل خسارة أشخاص أو أموال، أو حتى وظيفة نتيجة تأثر نفسية الرجل بعد الطلاق وعدم قدرته على مواصلة الحياة كما كانت، مما يزيد من شعوره بالندم.
الخوف من الزواج بعد الطلاق
حينما تتأثر نفسية الرجل بعد الطلاق بالسلب، فسوف يشعر الرجل بالخوف من الزواج، وذلك للأسباب التالية:
- شعوره بالأمل للعودة إلى زوجته: في حالة شعور الرجل بوجود أمل للعودة إلى زوجته مرة أخرى، فسوف يزداد لديه الخوف من الزواج بعد الطلاق، ويفضل الإنتظار لفترة طويلة حتى يتأكد من الأمر.
- الخوف من تداعيات الزواج: قد يخشى الرجل من تداعيات ما بعد الزواج، مثل زواج زوجته السابقة، أو كراهية أبنائه له، أو ابتعادهم عنه، وصعوبة التكيف مع امرأة أخرى غير زوجته، وهو ما يولد لديه الخوف من الزواج بعد الطلاق.
- الخوف من تكرار التجربة: يعد الخوف من تكرار التجربة الأليمة من أبرز أسباب الخوف من الطلاق بعد الزواج، وخاصةً إذا تأثرت نفسية الرجل بعد الطلاق بالسلب، فإنه لا يريد المرور بهذه المراحل الصعبة مرة أخرى، مما يجعله يرفض فكرة الزواج ويتجنبها حتى وإن وجد امرأة جيدة تناسبه، فإنه يتردد كثيراً في هذا الأمر.