عودة العلاقة بين الزوجين بعد الانفصال تعتمد على ثقافة الزوجين، مدى قابليتهم على تجاوز المشكلات وفتح صفحة جديدة بعد تعلم الدرس، ومن أجل حياة زوجية سعيدة بعد الطلاق، أوضحت هالة حماد، استشارية العلاقات الأسرية، أن العامل الأهم في ترميم علاقة المطلقين وعودتهما إلى بعضهما البعض يرتبط بعدم كشف الشريكين لأسرار حياتهما قبل الانفصال، لأن ذلك يوسع دائرة البغض والكراهية ويحول دون التقارب والتفاهم بينهما، ويدفع العائلتين إلى الضغط عليهما لعدم إصلاح الشرخ بعد تصاعد الموقف أسريا.
وأضافت أن الشق الآخر يرتبط بعدم المكابرة والتعالي من قبل أحد الزوجين تجاه الآخر، بل التفاهم حول طبيعة العلاقة الزوجية بعد العودة من الطلاق، فقد يقوم أحد الطرفين بتصعيد شروطه ضد الشريك الذي يرغب في إعادة الشراكة باعتباره طرفا ضعيفا، لأن ذلك يتسبب في زيادة الجفاء وربما يقضي على فرص الوفاق بعد الشقاق.
يفضي هذا الرأي إلى أن هناك شبه اتفاق على أن الطلاق ليس بالضرورة هو القرار الأخير في الحياة الزوجية، وقد يمثل بداية لكيان أسري خالٍ من التوترات التقليدية، ويتوقف ذلك على وضع الطرفين للأسس التي يسيران عليها، وعدم تكرار أخطاء الماضي وعدم التطرق إلى الذكريات المؤلمة.
الحياة الزوجية السعيدة بعد الطلاق
ويرى خبراء في العلاقات الاجتماعية أن أحد أهم معايير الحياة الزوجية السعيدة بعد الطلاق أن يتعلم كل طرف من الدروس التي قادت إلى الانفصال، ويتعلما التنازل عن بعض الأشياء والكف عن التفكير في النفس فقط، لأن العناد يعني الأنانية، ونهايته سلبية على الأسرة، في حين أن التفاهم أساس التعايش بين الزوجين.
ورأت هالة حماد أن المشكلة الوحيدة تقريبا التي يواجهها العائدون من الطلاق هي الاعتناء بالجانب النفسي للأبناء، وتحتاج حالتهم النفسية السيئة نتيجة انفصال الأب والأم إلى مداواة بحنكة وصبر وحسن تعامل بين الشريكين، حتى لا يشعروا بعودة الحياة المتقلبة.
الشق الأهم أن يدرك كل طرف في العلاقة الزوجية خطورة وضع الشريك في اختبار طوال الوقت لمعرفة حسن نواياه، والتركيز على تصرفاته للوقوف على حقيقة صدق مشاعره وتمسكه بترميم الشروخ، لأن ذلك يقود إلى تكرار نفس المشكلات تقريبا، حيث يشعر الطرف المراقب بأنه يعيش في ضغط نفسي وعصبي لإرضاء شريكه بكل السبل، وقد يعجز عن الاستمرار في ذلك.