كما نعلم جميعًا جيدًا، فإن الشتائم، والتهكم القاسي، والتنمر عبر الإنترنت، والتنمر الجسدي يحدث كل يوم للأطفال في جميع أنحاء العالم. عندما يتعرض طفلك لظاهرة التنمر، يكون من الصعب التركيز على أي شيء آخر، كل ما تريد فعله هو إيقاف هذا الأمر على الفور.
في مرحلة ما، سيتم استغلال طفلك أو جرح مشاعره من قبل الآخرين. لدينا جميعًا تجاربنا ومحننا مع أطفالنا، بغض النظر عمن نحن. إن إيجاد الحلول للمشاكل هو جزء لا مفر منه من الحياة، حتى عندما لا تكون سهلة أو مريحة.
التنمر مشكلة يجب حلها كعائلة. حينما يتعرض طفلك للتنمر في المدرسة الإعدادية والثانوية، وسرعان ما بدأ يعود إلى المنزل ومعه بعض القصص المزعجة للغاية حول كيف كان الأطفال الآخرون يضايقونه، ويطلقون عليه أسماء، ويسخرون منه. لم يكن لدى هؤلاء الأطفال أي سبب واضح وراء تنمرهم أو مجرد النظر إلى الآخر على أنه مختلف فقط.
لن ترغب أبدًا في أن تبدو منزعج من سماع قصص إيذاء يتعرض لها طفلك عن طريق التنمر، ولا تريد بالطبع أن تجعل الأمر أسوأ من خلال المبالغة في رد الفعل. وستحاول أن تبقى محايد قدر الإمكان. لكن بصراحة، لن ترتقي لسلم النجاح دائمًا وبهذه الطريقة، ولا تريد كسر قلب طفلك أيضًا.
في هذا التقرير سنناقش أبرز العلامات التي قد تظهر على الطفل الذي يتعرض للتنمر، ودليل عملي من 9 خطوات لمساعدة طفلك الذي يتعرض لظواهر التنمر...
في البداية سنتطرق للعلامات على ظاهرة التنمر..
علامات تدل على تعرض طفلك للتنمر
لن يعترف جميع الأطفال لوالديهم بأنهم يتعرضون للتنمر. غالبًا ما يكون الأمر محرجًا بالنسبة لهم وهم غير متأكدين من كيفية رد فعلك.
لذلك، من المهم أن تنتبهي للعلامات التالية التي تشير إلى تعرض طفلك للتنمر:
- عدم الذهاب إلى الحمام في المدرسة. الكثير من المتنمرين يهاجمون في الحمام، بعيدًا عن الكاميرات والكبار. تجنب الأنشطة والمناطق غير الخاضعة للرقابة.
- الخوقف والتوتر بسبب المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية أو رسائل البريد الإليكتروني.
- فقدان الأصدقاء الذين كانوا لديهم في السابق.
- العزلة أكثر وتخطي الأنشطة التي كانوا يستمتعون بها. المكوث في غرفهم بشكل أكبر ولوقت أطول.
- الإدلاء بتصريحات سلبية عن أنفسهم والانخراط في الحديث الذاتي السلبي.
فيما يلي 9 خطوات يمكنك اتخاذها عندما يتعرض طفلك لظاهرة التنمر
1. استمع إلى ما يقوله طفلك
إن كونك مستمعًا جيدًا هو جزء مهم من دورك عندما يتعرض طفلك للتنمر. من أفضل الأسئلة التي يمكنك طرحها على طفلك هي:
ماذا يمكنني أن أفعل لأكون مفيدًا؟
عندما يخبرك طفلك بما يحدث في المدرسة، بقدر ما يؤلمك الاستماع إليه، كن منفتحًا وقادرًا على سماع ما سيقوله.
عندما تتفاعل بقوة مع ما يقوله طفلك، فقد يتوقف عن الحديث لأنه يخشى أن يزعجك.
الجانب الآخر من الاستماع ليس إلقاء اللوم على طفلك. لا تحمل مسؤولية التنمر عليه أو تحاول إيجاد سبب لذلك؛ لا يوجد سبب أو عذر وجيه لما يحدث.
إذا كان طفلك يتعرض للتنمر، فهو الضحية، لذا فإن محاولة العثور على سبب "لجلبه لنفسه" ليس مفيدًا حقًا. لا تلومه حتى لا يشعر بالقلق وينصرف على التحدث معك عن تفاصيل ما يحدث معه. هدفك هو أن يستمر في توصيل ما يجري.
2. إذا تعرضت للتنمر عندما كنت طفلاً، فحاول ألا تجعل ما يحدث أمرًا شخصيًا
إذا تعرضت للتنمر عندما كنت أصغر سنًا، فمن المرجح أن نفس الموقف مع طفلك سيعيد لك ذكريات مؤلمة. لا بأس أن تتواصل مع طفلك حول شعوره بالتعرض للتنمر، لكن لا تتعامل مع المشكلة كما لو أنها مشكلتك وحدك.
أهم شيء يجب عليك فعله عندما يتعرض طفلك للتنمر هو أن تتذكر الردود التي تلقيتها من الآخرين والتي كانت مفيدة أو لم تكن مفيدة. استخدم ما نجح وتجنب فعل ما كان غير داعم أو مؤلم.
3. لا تنتقم من المتنمر أو عائلته
على الرغم من أنه قد يكون من المغري أن تأخذ الأمور بين يديك وتنتقم من المتنمر أو عائلته، فلا تفعل ذلك. هذا هو المكان الذي يجب أن تضع فيه بعض الأمثلة لطفلك حول كيفية حل المشكلات.
من الصعب جدًا سماع أن طفلك يتعرض للتهديد. بالطبع، تريد إيقاف الأذى على الفور. لكن تذكر أن الانتقام لن يساعد طفلك على حل المشكلة أو الشعور بالرضا تجاه نفسه.
4. قم بتدريب طفلك على كيفية الرد
بحكم العادة يذهب المتنرون للأشخاص الذين يتوقعون منهم رد فعل معين. إنهم يختارون الأطفال الذين ينزعجون ويأخذون المضايقة على محمل الجد. كما أنهم يبحثون أيضًا عن الأطفال الذين لا يدافعون عن أنفسهم، أو الذين يمكنهم التغلب عليهم. من المهم تعليم طفلك كيفية الرد. قم بتدريب طفلك على كيفية تجنب المتنمرين في المدرسة وإلى من يذهب إذا شعر بعدم الأمان.
حاول خلق سيناريو مع طفلك بمساعدة والدته وقوموا بالتدرب مع على تمثيل مشهد التنمر والمتنمر وعلّمه كيف يرد ويكون قاسيًا على المتنمرون.
5. ابحث عن مدرس أو مسؤول في مدرسة طفلك الذي سيساعدك
تذكر أن إيقاف التنمر هو مسؤولية المدرسة وأن معظم المدارس تأخذ الأمر على محمل الجد.
علّم طفلك أنه من المهم أن يكون لديه الإحساس بكيفية التعامل مع هذه المشكلة وحلها من خلال الذهاب إلى مستشار التوجيه بمفرده.
وبالتحدث مع مستشار التوجيه، وسيمنحه هذا الأمر بعض السيطرة وسيجعله يشعر وكأنه ليس عاجزًا، وأنه المتحكم في الموقف الآن حتى لو بمجرد الابتعاد عن المتنر والتحدث مع المستشار النفسي.
6. خذ جانب طفلك
عندما يتعرض طفلك للتنمر، أكد له باستمرار أن هناك أشياء يمكنه القيام بها للتعامل مع الموقف، وأنه كان يفعلها بالفعل. أخبره أنك بجانبه دائمًا وستقدم له المساعدة وأنك تحبه وستدعمه طوال الوقت.
وقل له أيضًا أنه لا يوجد أي مبرر لما يحدث له. تأكد من السماح لطفلك بمعرفة أنك إلى جانبه.
وطالما يتعرض طفلك للتنمر الجسدي واللفظي أخبره أنه يستطيع فعل ما يتعين عليه فعله لحماية نفسه.
7. احصل على الدعم
تأكد من التحدث مع زوجتك أو مع العائلة أو الأصدقاء الداعمين. في بعض الأحيان، لابد لك بالتحدث حول هذا الأمر زوجتك لأنه مؤلم للغاية أن تتحمله بمفردك، والتواصل سيخرج بكما لحل أفضل بالطبع.
فكر دائمًا في أحد أفراد العائلة أو صديق أو شخص ما في المدرسة — أي شخص يمكنه مساعدتك في مساعدة طفلك. تواصل أيضًا مع الأصدقاء والزملاء واسئلهم عن كيفية تعاملهم مع الأمر عندما يحدث لأطفالهم. إذا لم يكن هناك شيء آخر، سيساعدك ذلك على الشعور بأنك لست وحيدًا وأن طفلك ليس المُذنب.
8. علم طفلك أن يسمي ما يحدث
بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، من المهم أن تكون قادرًا على تسمية ما يحدث باسم "التنمر". بالنسبة للطفل الذي يشعر بالغضب والضيق، من المعزز أن يكون قادرًا على تسميته حقًا.
إنهم يعلمون الكثير عن منع التنمر في المدرسة هذه الأيام، وكلمة "الفتوة" هي كلمة سلبية من الجيد أن يتمكن طفلك من ربطها بالسلوك. يعد هذا أمرًا تمكينيًا حقًا للعديد من الأطفال ويمكن أن يعمل مع الأطفال الأكبر سنًا أيضًا.
9. ابحث عن شيء يجيد طفلك فعله حقًا
ساعد طفلك على الشعور بالرضا عن نفسه من خلال إيجاد شيء يمكنه القيام به بشكل جيد. اختر بعض الأنشطة التي يجيدها وعززها لفظيًا.
حاول أن تجد تجربة إيجابية لطفلك تساعده على الشعور بالرضا عن نفسه. وتذكر أنه في كل مرة ينجح فيها، فإن ذلك يساعده على تطوير تقدير أفضل لذاته، وهو عكس ما يشعر به المتنمرون.
في الختام.. التنمر ليس شيئًا سيتغلب عليه طفلك على الفور. يمكن أن تكون عملية طويلة. يمكن لطفلك أن يتعلم أنه على الرغم من عدم قدرته على منع الناس من قول أشياء سيئة، إلا أنه يستطيع السيطرة في كيفية استجابته.
إنه ذلك المكان العالق، ذلك الشعور بالعجز التام والمحاصرين، هذا هو الأسوأ. لابد لك أن تمكن طفلك من إيجاد تلك الأجزاء الصغيرة من السيطرة وممارستها شيئًا فشيئًا.
عندما تتمكن من رؤية ما ثابرت على فعله مع طفلك وتستطيع لمسه في ردود فعل طفلك والتغلب على المتنمرين ستعي نجاح التجربة وتمكنك من حماية طفلك من الأذى النفسي.. ولكن تذكر أنها رحلة تحتاج وقت ومثابرة