ما هي أسباب الهزّة الأرضيّة وتداعيتها على الكوكب؟

ما هي أسباب الهزّة الأرضيّة وتداعيتها على الكوكب؟

تشهد مختلف المناطق في العالم هزّات وإرتجاجات متفرّقة و مُتفاوتة على مستوى القوّة، التّأثير والتّكرار إذ بعض الأماكن عُرضة أكثر من غيرها لهذا النّوع من الكوارث الطّبيعيّة الذي ينتمي لفئة الكوارث الجيولوجيّة أي الأرضيّة. لكل زلزال مركز يُدعى "البؤرة"، تتوزّع منه أمواج زلزاليّة في كل الإتّجاهات نشهد على إثرها تشقّقات في الأرض وتغيّرات في شكلها إذ من المُمكن أن يظهر جبل أو حتّى جزيرة إذا وقعت الهزّة في المحيط كما من المعقول أن يَنتج هذا النّوع من الزّلازل أمواج عالية تُسمّى تسونامي.

هذه الظّاهرة هي نتيجة نشاط بركاني قريب أو إنزلاق في الصّفائح القاريّة لكن، إلى جانب التّأثيرات السّلبيّة كالدّمار، تلعب الهزّات دوراً أساسيّاً في هيكلة الطّبقات الأرضيّة وفي توزيع الحرارة الجوفيّة.

شدّة، قوّة وأنواع الزّلازل

الهزّة الأرضيّة

من المهمّ أن نُفرّق بين الشّدة والقوّة عندما نتطرّق إلى موضوع الهزّات الأرضيّة، إذ تعبير "شدّة الزّلزال" يدل على الطّاقة التي تصدر عند وقوعه و تُقاس على جدول ميركالي (Mercalli) الذي يضم ١٢ درجة. أما مصطلح "قوّة الزّلزال" يُعرف أيضاً بإسم مقياس ريختر (Richter) وهو تقييم علميّ يستند على الموجات الزّلزاليّة لتحديد القوّة التي نتجت ويشمل فقط ٩ درجات. تنقسم الزّلازل إلى ثلاثة أنواع تُصنّف بحسب عمق المصدر وهي الهزّة الضّحلة (الأقرب إلى السّطح)، الهزّة المتوسّطة والهزّة العميقة.

الإنسان سبب الزّلازل

الهزّة الأرضيّة

تُظهر بعض الدّراسات أن عدداً محدوداً من الزّلازل حصل وما زال يحصل نتيجة نشاطات بشريّة أبرزها حفر آبار النّفط و مناجم الفحم كما أن إحتجاز كميّة هائلة من المياه خلف السّدود يخلق ضغطاً إصطناعيّاً على الطّبقات الأرضيّة ما يؤدّي إلى وقوع هزّة أرضيّة. ضرب عام ٢٠٠٨ زلزال مدمّر في الصّين توفّيَ على إثره ٦٩ ألف شخص تقريباً وتمكّن الأخصّائيّين من ربط هذه الحادثة بوزن الماء الهائل المُحتجز خلف سد زيبنجبو القريب. علاوةً على ذلك، ومع تفاقم التّجارب النّوويّة في كل أنحاء الكوكب، لاحظ الباحثون علاقة قويّة بين هذه القنابل والهزّات الأرضيّة بسبب الإرتجاجات التي كانت تضرب المنطقة بعد فترة زمنيّة قصيرة من الإختبار ما يدل على تحرّك على مستوى الصّفائح الأرضيّة.

التّنبؤ بوقوع هزّة أرضيّة

الهزّة الأرضيّة

تتوزّع في معظم البلدان مراكز هدفها رصد الزّلزال قبل وصولها لقوَّتها المدمّرة بهدف تحذير النّاس للحدّ من الخسائر البشريّة. تنطلق الموجات الزّلزاليّة من البؤرة في كل الإتّجاهات لكن تتنقّل الخارجيّة منها بطريقة أسرع على السّطح ولهذا السّبب تتمكّن المراكز السّطحيّة من توقّع حدّة الهزّة القصوى والوقت الذي تحتاجه للوصول إلى المدينة أو أماكن السّكن المكتظّة. تعمل الجهات المختصّة على تطوير هذه التّقنيّة لأنّها ما زالت حتّى اليوم تفتقر للدّقة الكاملة بسبب صعوبة التّنبؤ بالظّواهر الطّبيعيّة وعلى الأخصّ الكوارث ومن أبرزها الزّلازل. باشرت عدّة دول وعلى رأسها اليابان بإنشاء ناطحات سحاب ومباني تصمد أمام الهزّات الأرضيّة من خلال الإعتماد على تكنولوجيا تسمح بإمتصاص الصّدمات على مستوى عالٍ ما يحمي المبنى من السّقوط.

أساليب الوقاية خلال الزّلزال

من المهم إتّباع هذه التّعليمات في حال وقوع هزّة أرضيّة:

  • الإحتماء تحت طاولة بعيداً عن النّوافذ.
  • عدم إستعمال المصعد.
  • الإمتناع عن المرور على الجسور وفي الأنفاق.
  • الإبتعاد عن عواميد الكهرباء والأشجار العالية.
  • المحافظة على الهدوء وتوقّع حصول إرتجاجات متتالية.
  • التّأكّد من تحضير عدّة الطّوارئ خاصّةً إذا كانت المنطقة معرّضة لتهديد طبيعي متكرّر.
الكاتب: نزار زغيب
المزيد