هل اقتربنا من حرب عالمية ثالثة؟

هل اقتربنا من حرب عالمية ثالثة؟

يتزايد الحديث في الآونة الأخيرة عن احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة. ونجد هذا الموضوع الجدلي حاضرًا بقوّة في الإجتماعات الدولية من جهة ونجده على لسان العديد من الخبراء والمحللين السياسيين والدبلوماسيين من الجهة الأخرى.

يزداد القلق مع تزايد الحديث عن حرب عالمية ثالثة، ويخشى البعض أنها اقتربت وستكون مدمرة بشكلٍ شامل، فمن أين هذا الحديث وما حقيقة الخلافات بين الدول العظمى وهل يمكن أن تسبب بحرب على هذا النطاق. فالنكتشف سوياً  .

يعيش العالم نوعًا من عدم الإستقرار ما يساهم في صعوبة وضوح الرؤى حول مستقبل النظام الحالي، المنطقة والعلاقات الدولية. فيُسيطر التوتر على العلاقات الدولية وخصوصًا بين اللاعبين الدوليين الأساسيين بالإضافة إلى وجود العديد من التنشنجات، التناقضات والتجاذبات بين زعماء العالم... في ظل كثرة النزاعات على مختلف الجهات والجبهات والتسلح النووي.

هل تحصل حرب عالمية ثالثة ؟

وبفعل تعاظم الخلافات، التناقضات ونفوذ القوى العالمية بالإضافة إلى استخدامات السلاح النووي... يمكن تَوقُع العديد من السيناريوهات لاندلاع حرب عالمية ثالثة. مع العلم بأنّ أي حرب مهما كان نوعها تحتاج إلى شرارة معينة.

حرب عالمية ثالثة

أميركا ضد الصين

تعتبر إمكانية اندلاع حرب بين الصين وأميركا من الأمور الواردة جدًا والتي يتم مناقشتها عند التحدث عن العلاقات الصينية الأميركية. وخصوصًا بعد تصاعد قوة الصين ما أثر بشكل مباشر على نقاط الإحتكاك في منطقة شمال شرق آسيا. وهذا الإحتكاك يُوّرط أطرافًا أخرى، ما يساهم في خروجها عن السيطرة وعن نطاقها المحلي كاليابان، تايوان، كوريا الشمالية وبحر جنوب الصين.

فنشوب حرب بين الولايات المتحدة الأميركية والصين قد يكون سببه المواجهات بين القوات الجوية والبحرية الأميركية والصينية في بحر جنوب الصين. أو قد تعود الأسباب إلى ازدياد نسب تدخل الولايات المتحدة الاميركية إلى جانب الفليبين وفيتنام ضد الصين.

الصين واليابان

إنّ وضع الصين واليابان دقيق بسبب جزر سينكاكو \ داياويو. فحصول حادثة بحرية أو جوية ستؤدي إلى إشتعال الوضع بسبب المشاعر القومية الموجودة عند الشعبين... ما يُصعّب جدًا أن تتراجع كل من الصين واليابان.

وتجدر الإشارة هنا إلى التزام أميركا بمعاهدة دفاعية عن اليابان ما سيؤدي إلى رد فعل أميركي بالطبع في حال تمت مهاجمة المرافق العسكرية الأميركية من قبل الصين... لتدخل منطقة المحيط الهادئ في فوضى مع احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة وستكون نووية.

حرب عالمية ثالثة

كوريا الشمالية

لعلّ أكثر ما يُقلق الولايات المتحدة الأميركية هي كوريا الشمالية التي تتسلّح أكثر فأكثر وتقوم ببناء صواريخ باليستية فعّالة ومتطورة بشكل كبير. كما لا ننسى قيام كوريا الشمالية بتوسيع ترسانتها النووية بحسب العديد من الخبراء. بالإضافة إلى ارتفاع حدة التصريحات الأخيرة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. وأي صراع سيؤدي إلى جذب الصين، روسيا أو اليابان.

الهند وباكستان

من السيناريوهات المُحتملة أيضًا نشوب حرب بين باكستان والهند. ويعود ذلك إلى العديد من الأسباب. في ظل تقارب الصين مع باكستان من جهة وتقارب أميركا مع الهند من الجهة الأخرى مع إمكانية استخدام باكستان للأسلحة النووية في حال فشل استخدام الأسلحة التقليدية.

روسيا ضد الناتو

ساهمت العديد من الاحداث في إعادة تحديد الغرب لعلاقته مع روسيا عمومًا والرئيس الروسي بشكل خاص، وخصوصًا بعد ضم القرم. فقام حلف شمال أطلسي بالعديد من الخطوات لتعزيز وجوده في أوروبا الشرقية. وعارضت روسيا تحرك الناتو نحو الشرق في ظل حزم روسيا على الدفاع عن الأقليات الناطقة بالروسية الموجودة في دول أخرى. كل هذا سيدفع الناتو إلى التحرك والمواجهة في حال تعرضت دول كبولونيا أو البلطيق إلى تهديد من قبل روسيا.

بالإضافة إلى ما سبق، رجحت صحيفة The Guardian أن تتزايد حدة الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا بعد انتهاء مرحلة الحرب السورية. وتوقعت أن تتطور الأحداث وصولًا إلى مواجهة مباشرة بينهما.

إذًا، يعيش العالم هاجس حصول حرب عالمية ثالثة التي ستبدأ من مكان ما. مع العلم بأنّ حرب عالمية ثالثة ستكون من دون شك مُدمّرة (في حال حصلت) بسبب التطوّر الهائل في الأسلحة وخصوصًا الأسلحة النووية.

الكاتب: مارتا قاصوف
هاشتاغ:
المزيد