هل نحن وحيدون في هذا الكون؟

هل نحن وحيدون في هذا الكون؟

هو السّؤال الذي حيَّر الملايين، آلاف السّنين قبل إنطلاق عصر الإكتشافات الفضائيّة إذ حتّى أقدم الحضارات كالفراعنة في مصر أو المايا في أمريكا الجنوبيّة سجّلوا أبحاثهم وآرائهم تجاه هذا الموضوع. أمّا اليوم، ما زال البحث مستمرّ للتّواصل مع مخلوقات ليست من كوكب الأرض لكن بلا نتيجة. تَكثُر النّظريّات والمؤامرات، فالبعض يؤكّد أن هذه المخلوقات زارت كوكب الأرض في الماضي، و عدد قليل من الأشخاص يطرحون فكرة أن الكائنات الفضائيّة تعيش هنا و تتنقّل بين النّاس.

كل هذه الأحاديث و الفرضيّات قد تصل في بعض الأحيان إلى حدّ الجنون، لذا نلجأ إلى العِلم الذي، حتّى الآن، لا يملك أدلّة كافية تُثبت وجود حضارات أخرى في الكون.

كائنات فضائيّة

البحث المستمرّ

يتخصّص قسم كبير من العاملين في مجال الفضاء في البحث عن آثار للحياة خارج الأرض وهي عمليّة دائمة تتشاركُها معاهد ومؤسّسات حكوميّة وخاصّة في كل أنحاء العالم أبرزها معهد البحث عن حياة ذكيّة خارج كوكب الأرض أو ما يُعرَف بساتي (Search for Extreaterrestrial Intelligence-SETI). عندما نستعمل عبارة "حياة خارج الأرض" نشمل الكائنات البسيطة ذو الخليّة الواحدة التي لم تتطوّر بعد والحضارات الفضائيّة التي سبقت الإنسان والنّوع الثّاني يفرض حسنات وسيّئات على حدّ سواء، إذ بإمكان الحضارات الأرضيّة أن تتواصل معه ما يُسهّل البحث لكن هل هذه فكرة صائبة؟

كائنات فضائيّة

يُحذّر عدد كبير من علماء الفيزياء الفلكيّة والأخصائييّن في مجال البحث عن الكائنات الفضائيّة من أن محاولات التّواصل مع هذه الحضارات المتطوّرة قد تشكّل خطراً كبيراً على كوكب الأرض، إذ علّمنا التّاريخ أن الحضارة الأكثر تطوّراً تسيطر دائماً على الشّعوب المتأخّرة نسبيّاً، و يُعتَبر العالم ستيفن هوكينغ (Stephen Hawking) من أشهر هؤلاء الأخصائيّين . لكن هذا لم يمنع بعض الباحثين من إطلاق رسالة مُشفّرة إلى أرجاء متعدّدة من الفضاء على أمل الحصول على جواب. تحتوي هذه الرسالة التي أُطلِقت عام ١٩٧٤ على معلومات بدائيّة عن الحضارة الإنسانيّة الحاليّة مثل الأرقام من واحد إلى عشرة، رسم بيانيّ للنّظام الشّمسي ووصف للحمض النّووي الخاص بالإنسان.

معادلة درايك

كائنات فضائيّة

طوّر عالم الفيزياء الفلكيّة فرانك درايك (Frank Drake) عام ١٩٦١ معادلة هدفها حساب وتقدير عدد الحضارات الفضائيّة المتطوّرة التي بإمكانها التّواصل مع كائنات أخرى في مجرّة درب التّبانة التي تضم كوكب الأرض. تتكوّن هذه المعادلة من عدّة مفاهيم أساسيّة لوجود حياة متطوّرة في مكان غير هنا وأبرزها:

  • المعدّل المتوسّط لتشكّل النّجوم الجديدة داخل المجرّة.
  • العدد التّقريبي للنّجوم التي تمتلك كواكباً تدور حولها.
  • العدد التّقريبي للكواكب التي بإمكانها حضن حياة.
  • عدد الكواكب التي عليها حياة بشكلٍ مؤكّدٍ. (كوكب واحد فقط: الأرض)

كائنات فضائيّة

هذه الحسابات والتّقديرات تُرجِّح وجود أكثر من ٦ مليارات كواكب جاهزة لإستقبال مختلف أنواع الحضارات المتطوّرة لكن المراقبة والإثباتات تبيّن عكس ذلك وهذا ما يُعرف بمفارقة فيرمي (Fermi Paradox) إذ طرح العالم إنريكو فيرمي (Enrico Fermi) أهمّ الأسئلة في عصرنا الحالي وهو "أين الجميع؟"

ما زال الكون الواسع يخبّئ أسرار كثيرة ومع المزيد من الإكتشافات تتفاقم الأسئلة، لكن عندما ننظر في مسألة الكائنات الفضائيّة نسأل أنفسنا دائماً إن كان من الأفضل للجنس البشري أن نجد مخلوقات أذكى منّا وأكثر تطوّراً أو نتعب من البحث بعد وقتٍ طويلٍ ونتقبّل فكرة أنّنا وحيدون في هذا الكون.

الكاتب: نزار زغيب
المزيد