ثمة أنواع مختلفة من التنمر، تتحدث عنها الكاتبة "سوزانا بيك" من خلال موقع "بيرنتس" (Parents) الذي ترصد فيه الأنواع الأكثر شيوعا للتنمر، وأنواع المتنمرين الذين قد يواجههم طفلك، وكيفية مساعدته ليتمكن من تجاوز تلك المواقف ومواجهة أصحابها.
التنمر اللفظي
يستخدم مرتكبو التنمر اللفظي الكلمات والشتائم لاكتساب القوة والسيطرة على الضحية للتقليل من شأنه وإيذائه، كما يستهدفون الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
ومن مظاهر اكتشاف هذه العلامات أن الطفل قد ينسحب من المحيطين ويفضل العزلة وقد يصبح مزاجيا، أو تتغير شهيته إلى حد كبير سواء برفض الطعام أو المبالغة في تناوله إلى حد الإيذاء، وقد يخبره المتنمر بشيء مؤلم قاله أحدهم عنه (الطفل الضحية)، ويسأله عما إذا كان يعتقد إن كان ذلك صحيحا أم لا.
في هذه الحالة ماذا تفعل؟ تقول سوزانا "أولا، علمي أطفالك تقدير نقاط قوتهم"، ويقول شين جيمرسون أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا "إن أفضل حماية يمكن للوالدين تقديمها هي تعزيز ثقة أطفالهم، وممارسة طرق آمنة يمكن لطفلك أن يستجيب بها تجاه المتنمر"، أي يقول بنبرة حازمة وليست عدائية عبارات مثل "ذلك ليس لطيفا"، أو "دعني وشأني"، أو "تراجع".
التنمر الجسدي
يتضمن التنمر الجسدي الضرب المتكرر والركل والتعثر والدفع، وغالبا لا يخبر العديد من الأطفال والديهم عندما يحدث ذلك، لذا راقبي العلامات التحذيرية المحتملة مثل الجروح غير المبررة أو الخدوش أو الكدمات أو الملابس المفقودة أو الشكاوى المتكررة من الصداع وآلام المعدة.
إذا كنت تشكّين في أن طفلك يتعرض للتنمر الجسدي، فابدئي محادثة ودودة معه؛ اسأليه عما يحدث في المدرسة وعما إذا كان أي شخص يضايقه، وحاولي إبقاء مشاعرك تحت السيطرة.
التنمر العاطفي
هو نوع يحاول فيه المتنمرون إيذاء أقرانهم أو تخريب مكانة أصدقائهم الاجتماعية، وكسر ثقتهم بنفسهم، ويكون هدفه الأهم هو تكريس مكانته الاجتماعية من خلال التحكم في شخص آخر أو التنمر عليه.
ويعتمد هذا النوع على منع شخص ما عمدا من الانضمام إلى مجموعة، سواء كان ذلك على مائدة الغداء أو اللعب أو الرياضة، وهذا الإقصاء الاجتماعي يمكن أن يكون ألمه قويا مثل التنمر الجسدي ويمكن استمراره مدة أطول.
يستطيع الآباء والأمهات اكتشاف هذه العلامات على الطفل عند تغير حالته المزاجية، وإصراره على أن يكون وحيدا. ما عليك فعله هو أن تجعلي التحدث مع أطفالك عما حدث في يومهم روتينا ليليا، وركزي على تنمية مواهبهم واهتماماتهم بالموسيقى والفنون وألعاب القوى والقراءة وأنشطة ما بعد المدرسة حتى يبني أطفالك علاقات خارج المدرسة.
التنمر العنصري
هذا النوع يسمى التنمر المؤذي، ويكون بسبب العرق أو الدين، وعلى الرغم من أنه قد يبدو غير مهم في البداية، فإنه يمكن القول إنه أخطر أشكال التنمر، فقد يؤدي إلى جرائم الكراهية.
التنمر الإلكتروني
يقوم المتنمر بإيذاء شخص ما عن طريق نشر شائعات كاذبة من خلال رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي.
لاحظي ما إذا كان طفلك يقضي وقتا أطول على الإنترنت، ولكن يبدو أنه حزين وقلق أو متوتر، لاحظي أيضا إذا كان يعاني من مشكلة في النوم، أو يتوسل للبقاء في المنزل، أو ينسحب من الأنشطة التي أحبها من قبل.
ما يجب فعله هو وضع قواعد منزلية لأطفالك لاستخدام الإنترنت، ومتابعتهم دائما، وأخبري طفلك أنه إذا تعرض للتنمر عبر الإنترنت فلا داعي للخوف أو إخفاء الأمر، خاصة أن مواجهة المتنمر بجرأة وثقة تبطل مفعول حيلته.
التنمر الجنسي
يحدث هذا النوع عن طريق إيذاء شخص ما جسديا، وقد يتحول من التنمر الجنسي إلى الاعتداء، وغالبا ما يستهدف هذا النوع من التنمر الفتيات، على الرغم من أن الصبية يمكن أن يكونوا مستهدفين، ومن الشائع أيضا أن تتنمر بعض الفتيات جنسيا على فتيات أخريات، وإلحاق العار بهن بتسميات مؤذية.
من ناحية أخرى، يؤكد موقع "فيري ويل فاميلي" (Verywellfamily) أن المتنمرين لكل منهم أسلوب وتكتيكات مختلفة لتخويف ضحاياهم والسيطرة عليهم، فالمتنمرون هم أضعف من الضحايا لأنهم أيضا تعرضوا للتنمر، وعادة ما يكون هدفهم هو استعادة الشعور بالقوة والسيطرة في حياتهم.
وفي أوقات أخرى، يأتي المتنمر من منزل به عنف منزلي أو يعاني من سوء المعاملة من شقيق أكبر، وفي هذه الحالات يكون التنمر سلوكا مكتسبا، وغالبا يبدو عليهم العداء مما قد يجعلهم غير محبوبين.
التنمر الجماعي
المتنمرون في هذه الفئة يميلون إلى التنمر ضمن مجموعة حتى لو كانوا بمفردهم مع الضحية، والمتنمرون الجماعيون عادة يقلدون زعيم المجموعة ويتبعونه فقط، وهذا يعدّ نوعا خطيرا جدا من التنمر لأن الأمور يمكن أن تتصاعد بسرعة خارج نطاق السيطرة.
عندئذ يجب التصدي للمجموعة بإخطار جهة رسمية ذات سلطة ضدهم، مثل إدارة المدرسة أو النادي، وفي تلك الحالات يتخلى التابعون عن زعيمهم المتنمر ومن ثم يشعرون بالتهديد وتوقع العقوبة التي قد تقع ضدهم إذا تعرضوا لطفلك مجددا، واحذري من دفع طفلك إلى مواجهة مجموعة من المتنمرين وحده.
المتنمر غير المبالي
يظهر المتنمر في كثير من الأحيان باردا وعديم الشعور، وليس لديه أي شعور بالندم على ما يفعله بالآخرين، لكنه يشعر بالمتعة المطلقة لرؤية شخص آخر يعاني، وغالبا ما تكون لديه مشاكل نفسية عميقة تجب معالجتها من قبل متخصص.