تقلل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل السمنة والسكري النوع 2 وأمراض القلب والالتهابات الفيروسية والبكتيرية، وذلك وفقًا لمراجعة قام بها Frontiers in Immunology عام 2018، كما تكمن فوائد التمارين في زيادة إفراز الإندورفين، وبالتالي سيطرة أكبر على التوتر الذي يرتبط بتحسين الاستجابة المناعية، حيث يساعد النشاط البدني على طرد البكتيريا من الرئتين والمجاري التنفسية، وهذا سيقلل من احتمالية الإصابة ببعض الحالات الصحية، مثل البرد أو الإنفلونزا، كما أنها تلعب دورًا في الحد من نمو البكتيريا أثناء ممارستها؛ وذلك لرفعها من درجة حرارة الجسم أثناء وبعد التمرين، وبالتالي مكافحة العدوى بشكل أفضل.
التمارين الهوائية هي الأفضل لتقوية المناعة، مثل الجري أو ركوب الدراجات أو المشي بوتيرة سريعة، حيث إنها تحفز عمل الخلايا المناعية في الدورة الدموية، لكن يجب أن يستهدف التمرين الوصول إلى حوالي 60٪ من المعدل الأقصى لاستهلاك الأكسجين VO2max أو حوالي 70٪ من الحد الأقصى لمعدل ضربات القلب.
التمارين المعتدلة
تشير بعض الدراسات إلى أنّ جلسة واحدة من التمارين المعتدلة تعزّز فعالية اللقاحات لدى الأفراد الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، كما تقلّل التمارين المنتظمة المعتدلة من الالتهابات وتساعد الخلايا المناعية على التجدّد بانتظام، ومن أمثلة هذه التمارين هناك المشي السريع وركوب الدراجات الثابتة والركض والسباحة والمشي الخفيف، شرط أن يكون أداؤها مدة لا تقل عن 150 دقيقة في الأسبوع.
المشي السريع
وجدت مراجعة أن 30-60 دقيقة تقريبًا من المشي السريع يوميًا، يمكن أن يحسن من مناعة الجسم ضد الميكروبات، فممارسة التمارين الرياضية يزيد من تبادل خلايا الدم البيضاء المهمة بين الأنسجة المحيطية - التي تساعد على الاستجابة المناعية للجسم - والدورة الدموية، وبالتالي زيادة نشاط الخلايا المناعية في مجرى الدم بحثا عن الفيروسات، ولكن التدريبات المفرطة تُضعف من وظائف الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى التعب المزمن واضطرابات المزاج - الناتجة عن الضغط الشديد أثناء التمرين دون الراحة الكافية والتعافي -، وبالتالي إضعاف وظائف المناعة، مما يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة ببعض الحالات الصحية كالتهابات الجهاز التنفسي.