تعتبر السباحة أحد الأنشطة البدنية القليلة التي تجمع بين التمرين والتسلية، ولها العديد من الفوائد أبرزها حرق السعرات الحرارية، ووفقا لصحيفة ”ديلي ميل“ البريطانية، اكتشف فريق من جامعة كامبريدج البريطانية أن السباحة في المياه الباردة تحفز بروتينا معينا له تأثير مباشر على الدماغ فيما يتعلق بالإصابة بمرض الخرف، وقد يساعد على الحماية من هذا المرض.
واعتمد الفريق على دراسة مجموعة من سباحي المياه الباردة، ووجدوا أن بروتين RBM3 والمعروف أيضًا باسم بروتين الصدمة الباردة، يتوفر بمستويات عالية في مجرى الدم لديهم، وذلك مقارنة بغيرهم.
ومن خلال دراسته، وجد الباحثون أن البروتين RBM3 لديه القدرة على تحفيز تدمير وإعادة نمو المشابك العصبية في الدماغ، والتي تكون مفقودة بشكل دائم لدى مرضى الخرف.
ويؤدي فقدان المشابك العصبية إلى تراجع وتدهور في الوظيفة المعرفية، ما ينتج عنه علامات مثل صعوبة التركيز والارتباك وأمراض تنكسية ترتبط بالإدراك مثل الخرف وما شابه.
إضافة إلى ذلك، يوضح الخبراء أن ما تخضع إليه المشابك العصبية من عملية تجديد على بسبب هذا البروتين، يعد أمرًا جيدًا لأنه يساعد في إصلاح الروابط الحيوية في الدماغ، ما يساعد في الحماية من الخرف.
وبجانب نتائج الدراسة المثيرة، يعد الكشف عن إمكانية إنتاج البروتين في البشر سابقة من نوعها، إذ اُعتقد سابقًا أن هذا البروتين يتواجد فقط في حيوانات الثدييات التي تلجأ إلى السبات.
وأثناء دراسة آلية البروتين في حيوانات السبات، وجد الباحثون أنه خلال فترة السبات، أدى البروتين إلى إزالة 20-30 % من المشابك العصبية لديهم، بينما ساعد في إعادة نمو المشابك بحلول الربيع.
كما كشفت دراسات على فئران مصابة بالخرف، أن البروتين يمكن أن يساعد في تأخير ظهور أمراض الدماغ التنكسية.
وقالت قائدة الدراسة البروفيسورة، جيوفانا مالوتشي، إن النتائج أثبتت أن البشر يمكنهم إنتاج البروتين RBM3 مثل حيوانات السبات، ويوضح الفريق أن الدراسة تشير إلى إمكانية توفير عقار يعزز إنتاج هذا البروتين، الأمر الذي يمكن أن يمنع ظهور المرض ويوفر حماية للدماغ على مدار سنوات عديدة.
لكن جيوفانا دعت إلى الحذر عند السباحة في المياه الباردة، لأن مخاطر انخفاض حرارة الجسم قد تفوق فوائد الأمر، إذ يمكن أن يؤدي انخفاض حرارة الجسم إلى تعطيل أو وقف نشاط الأعضاء الحيوية بجانب عدم انتظام ضربات القلب، ما يعرض المرضى لخطر الموت.